تعرف على نفسك (1)

لست متخصصة في مجال علم النفس ولكني وكما يقول المثل الشائع "أسأل مجرب"، أوفر خلاصة تجربة أدركت من خلالها بان لدي بعض التوصيات والوصفات الناجحة التي أتت أكلها لي ولغيري من الصديقات والزميلات والمقربين. فخلال تجربتي في الحياة تبيّنت حقيقة هامة الا وهي ،ان آفة النفس هي عدم معرفتها، وتلك معقل المشكلة، وعليه يجب ان نتعرف على انفسنا جيدا ، واقصد بالنفس "نفسك"، كل ما يمت لك بصلة، جسدك ، مشاعرك، سلوكك، أحاسيسك، تعرف على صفاتك الخاصة والفردية، ومقومات شخصيتك جيدا لتتعرف على مادة تدرسها وتلبي متطلباتها ، وكما يقول طاليس "أصعب الامور أن يعرف الإنسان نفسه، وأسهلها أن يعظ غيره". اكتشفت ان مشكلة الفرد هي معرفته لنفسه، فهو يجهل أمور شتى ويخشى الكثير لأنه لا يعرف حقيقة أمره وبالطبع فان المجهول يكون دائما مخيف. سائلا قد يقول وكيف ذلك، أولا يمكن معرفة حقيقة أي شيء من خلال حبك له، حينها يكون لك دافع ورغبة جامحة لمعرفة أبعاده وما وراءها، فأي منا حين يحب شيء يثير اهتمامه أي معلومة عن ما يحب، فترانا إذا أحببنا شخص نحب معرفة ما يحب وما يكره وكل الأمور التي ترتبط به، وإذا أحببنا طبخة نحب التعرف على كيفية عملها ومكوناتها واضعف الإيمان ما يميز هذه الطبخة وسر لذتها، وحين نحب السيارات مثلا فإننا نتعرف على موديلاتها وماركاتها والجيد فيها والغير جيد، وهكذا. النفس تماما لها مثل هذه الخصائص فعليك أولا التعرف على بعض المفاتيح لتدخل في محبة نفسك ومن ثم التعرف عليها وعلى مداخلها وأبعادها. وكيف نحب أنفسنا؟ سؤال تملك وحدك إجابته، فحبك لنفسك يأتي بالطبع من عدة أمور، إذا ما عرفت ان ذلك سبيل إلى راحتك ستحب نفسك، إذا ما عرفت ان ذلك سبيل لفهم أخطائك وإصلاحها فهو أيضا سبب، إذا ما عرفت ان ذلك يجنبك الوقوع في الخطأ وربما في الخطيئة فذلك أيضا سبب، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ حين جاءتني صديقة تشتكي لي من مشكلة التواصل والتفاهم بينها وبين ابنتها البكر التي لم تتعدى الأربع سنوات وكيف السبيل إلى ان يكون هناك تفاهم يسيطر على سلوكها العدواني ، وما طريقة الوقاية التي تنفع تجنب آثار انتقال العدوى إلى أختها الأخرى البالغة أشهر، أجبتها بكل بساطة هي لغة التفاهم الطبيعية، فسألتني وما هي؟ قلت لها "ان الله حبانا بنعمة كبيرة وعظيمة لم يمنحها لسوانا من المخلوقات إلا وهي النطق، هذه الوسيلة ابلغ الوسائل وانجحها للتواصل والتفاهم بكل من أردتي". اجل إذا أردت ان تدخل في أعماق نفسك وتكتشف خباياها وتحبها فتفاهم معها، ليس ضربا من الجنون على الإطلاق بل هي التفكير بصوت مرتفع يجعلك تفهم ما أنت وبما تفكر وصحة ما تفكر فيه وينبه حواسك كلها ويساعدها على التفاهم والربط بين بعضها . جرب ان تتحدث لنفسك في السيارة مثلا اذا كنت لوحدك، وكأنك تحاور شخص يهمك، جرب ذلك حين تود الخلود إلى النوم وتستذكر يومياتك وتعاتبها بالقصور أو الإساءة أو غيرها جرب ذلك حين تنفرد بنفسك دون ان يكون معك إلا نفسك فقط وستكتشف متعة التواصل. انها البداية فقط نحو النضوج النفسي والتقوي على صعوبات الحياة التي قد تفقدنا توازننا الحسي وتؤثر كحمل ثقيل على انفسنا المجهدة. ولنا متابعة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على نفسك _ 6

هوى البحر.. كالبحر