يا وريث الأنبياء
اليوم .. يوم حزين، فقدنا فيها إنسان قدير ذو بهاء وعظمة وسماحة، وأنا فقدت أبا آخر، اجل أبا كنت أتمنى أن التقيه يوما حتى أقول له بأنك الذي علمني في الحياة ما لم يعلمني إياه أبي.
كان يواسيني أن أرى في سماحة آية الله العلامة محمد حسين فضل الله ((رحمه الله)) الأب الروحي ويعزي بداخلي هاجس الفقدان، وكم لي الشرف أن يكون هذا الرجل العظيم أب لي. يشق علي فقدانه وأنا التي ارتبطت به ارتباط وجداني، فكنت اكتب له الرسائل التي لم اجد وقتا حينها لأرسلها له رغم علمي بأنه حريص على قراءة كل ما يرد له من رسائل من مقلديه وغيرهم، وكانت شقيقاتي يقومون بذلك عوضا عني .. فأسر أنه أجابهم بسرعة وأقول هذا هو أنه صاحب الرسالة الانسانية والحريص على حل كل من لديه مشكلة أو حيرة في أمر من دنياه أو دينه.
رحلت يا وريث الأنبياء، ورحلت أرواحنا معك تشيع روحك إلى أن تلقي بارئها، رحلت وجعلتنا يتامى نتلمس لك الذكرى فقط.
رحلت أيها الرجل النبيل، الذي علمنا معنى المسامحة، وأنت الذي هوجمت للأسف من المقربين، والذين كان أوجب عليهم ان يساندوك وبقيت تجيبهم مبتسما "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين"..
رحلت دون وداع .. وجعلتني هنا بثقل الصدمة، ونيران الحزن وثكلت الفقد، وعصرات الفراق اذرف دموع المودعين وانظر إلى صورك وألاحق أخبارك التي تشعل فيني حرقة البكاء .
رحمك الله فقد كنت لنا نعم المرجع والمعلم، والمفكر، والأب اعترف لك باني احبك وسأبقى على ذكرك أبدا ما بقيت.
تقبلك الله بقبول حسن، ونعمت روحك المطمئنة بالسكينة والرحمة والرضا من الله، رحمك الله يا ابن رسول الله.
يشق علينا غيابك يا حجة الله .. رحمك الله يا آية الله
تعليقات
إرسال تعليق