صدام من دكتاتور الى شهيد..مهزلة
اوقفتني هذه الصورة التي عنونت "جنازة الشهيد صدام حسين".. وتساءلت متى كان صدام حسين "شهيدا"؟؟ .. والسؤال الاكبر .. هل الشهادة "ثوب" نفصله بمقاساتنا؟؟ ..
يا عالم ..ما هذا الذي يحدث..؟؟
صدام حسين اكبر اباطرة العرب وابرز دكتاتور عربي "لان لدينا الكثير"، جرائمه كانت تكتب بفخر ليشهد عليه التاريخ.. بل هو من كان يتباها بها..
تخيلوا معي هذا الدكتاتور انشأ لنفسه نظام ظالم اصبح اليوم مضرب الامثال وكان يمارس كل انواع الطغيان، بعبارة مقتضبه كان "فرعون عصره".. ودعى الى عبادته من دون التصريح الى ذلك ولكن كل تصرفاته تجسد ابراز التقديس له ولو "بالتقية"..
اورث هذا الطاغية العراقيين ذلا وخذلانا كبيرا بعد ان كانوا ابرز العرب في الثقافة والحضارة والتمدن والعلم ، فالعقلية العراقية لا يمكن الاستهانة بها وباتت من ابرز العقول التي تشتريها الغرب.
ولكن نرى هذا الطاغية لا يدري لها بال بل انه اتخذ القتل شعار حتى بات القتل اليوم سمة المجتمع العراقي المتفكك الذي عاش مرهوبا بفعل العيون والجواسيس المنتشرة في عهد الطاغية وبات الشعب الجائع يبحث عن رزقه ليعيش ويبتعد عن كل ما يعنيه وما لا يعنيه خوفا من "عيون صدام".
جرائمه لم تؤذي الشعب العراقي وحسب بل تسببت في شقاق الوحدة الاسلامية ومن ثم العربية وتحول الوطن الاسلامي والعربي الى مجتمع عرقي طائفي، اجل الطائفية لم تكن وليدة اليوم ولكن لصدام دور كبير في ظهارها، فكانت حربه مع ايران سببا في تفرقة عربية فارسية ومن ثمة بات التعصب العربي سمة قومية ارسى دعائمها عبدالناصر ولكن طورها صدام حسين "فارس العرب"وبات يجر بسخطه على الجاليات الغير عربية حين نمى لديه هذا الحس وطال وباله الاكراد الذين تجرعوا المر والمرار .
وبعدها صار نهجه طائفي وهو الذي عرف عنه علمانيته ، ولكنه بات يتلون بحسب ما تمليه عليه الاحداث، اعطى صدام حسين بعدا جديدا للمفهوم البعثي من خلال انتمائه له وان كانت مبادئ الحزب في بداياته (1947) مبادئ مشجعة في فترة الاستعمار الشرس للمنطقة وهي الوحدة والحرية والاشتراكية ، حيث بنيت على ثلاثة اهداف هي "النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن. العمل على توحيد العرب في دولة واحدة ذات سيادة. بعث الواقع العربي عن طريق الانقلاب على ما يسوده من فساد".وهو الحزب الذي يرفع شعار مشهور "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".
ولكن حتى الحزب البعثي تبرأ مما فعله طاغية بحجم صدام، الدم والقتل والتعذيب ابرز ما يمكن ان يعنون به تاريخه، فكيف يكون من اباد قبائل وقرى وجماعات شهيد..؟؟
انها اضحوكة البشر .. وسخرية القدر..
تعليقات
إرسال تعليق