تائهه
تاهت في احد الشوارع، تبحث عن يدا كانت تضمها الى قبل حين، وعينيها الواسعتين تتلألئ بهما صور المارة في السوق المزدحم، وهي ترى وجوها لا تعرفها، لاذت بحائط قريب، وهي تذرف دموعا تستطعم ملوحتها خوفا من المجهول وافتقادا للمحبين..
بقيت تدير عينيها الجميلتين، بين المارة الذين يقل عددهم وهي تبكي في صمت، وتضع بقايا اصابعها في فاهها، وتغص بالبكاء الذي طال..
تعبت من هذا الحال ، فغفت هنيها، واسندت راسها الى الحائط ، فتمدد جسمها الصغير ككومة مركونه، فلم تصحوا الا على ايدا كانت تعرفها ، دارت وجهها تتطلع في صاحب تلك اليدين ، لتحتضنه وتجهش في بكاء سمعه كل الواقفين والمارين..
اسكتها بكيس "الفشار" الذي ذبل مع الوقت وعلبة من العصير الذي فقد برودته، فرحت بها اخذتها وهي تبتسم ولاتزال بقايا ادمعا في عينيها وهي ترمق الواقفين بفرحة بعد ان اعتلت كتف اباها، تنظر الى المكان الذي بقت به لساعات تنتظر مجهول افقدها الامان لوقت تحسبه يطول.
ولكن تلك الحادثة لم تكن لتنذرها بعد، فلا تزال تلح بطفولتها على ابيها ان يصطحبها الى ذلك السوق لتحصل على ما تريد، وتستأنس بالجمع الغفير..
تعليقات
إرسال تعليق