ركبت موجة عالية في الأيام الطويلة الماضية، إلا أن هذه الموجة أكسبتني الكثير من الدروس التي لا يمكنني إلا أن أدونها هنا.
تعلمت أن كل شيء سيمضي مع الأيام، الحب، الوجع، الألم، الحياة، الحزن... كل العذاب ومسبباته يمكنه أن يزول يوما اجل قد يتكرر، قد يعاود قد يضمر ثم يستقيم.. ولكنه يزول لا محال.
تعلمت أن كل شخص له زلاته وليس هناك إنسان مثالي، لذلك لا تصعد من مستوى توقعاتك لفرد ولا تعطي قيمة ايجابية لشخص ولا تتكئ على أحد وان كان قريب لك حد الثقة، لأنك سوف تقع على ظهرك وحينها فقط لن يفيدك شيء حين يكسر عظم جسدك إذ انه هو من كان يحملك وحده ولا احد يمكنه أن يحملك غير جسدك.
تعلمت أن قيمة الإنسان ليس في طيبته، ولا في قوته، ولا في ما يقدمه من خدمات، ولا في قربه من الناس، ولا حتى في محبة الناس، قيمته في كرامته، فمتى بقيت شامخة يبقى هو كذلك، ومتى ما فقدها فقد نفسه وفقد قيمته وصارت حاجته للناس متكاثرة وسيعتاد شحذ كل شيء ابتداء من الأموال وانتهاء بالعاطفة، التي ستضعفه في نفسه وفي مكانته.
تعلمت .. درس كنت اعرفه من زمن إدراكي الفطري.. إن الله وحده معي حين يخذلني القريب يكون هو فقط معي، حين يغدر بي الحبيبي يكون الله بجانبي، حين يعاديني الأخ يكون الله بقربي، حين يجافيني الصديق فان الله يواسيني.. فأشكو له فقط "بثي وحزني" أشكو له ما بي من لمم وضيق ، فأعرف إني اشكوها للقادر العظيم، الذي يواسيني بأشياء أراها رؤيا العين أشبه بمعجزة ليخفف عني، ثم انه سبحانه لن يخذلني ولن ينقلب علي ولن يبادلني إلا إحسانا بإحسان .. فكيف إذا كان القرب منه بالرغم من الطمأنينة والسلامة النفسية هو تعبد يكتب لك فيه اجر..
فأي اله عظيم هو إلهنا الجبار الرحمن الرحيم، يالكرم ربي.. ويا لعطفه، ويا لرحمته التي طالتني بنعم شتى، يقف معي حين اضعف ويبتعد عني حين أقوى ليرى أن كنت أنا أهل لهذه القوة أم لا .. أجل يعطيني كل ما أريد وحين يأخذ مني ما أريد يكون هو بجانبي..
تعلمت من ما مر علي من بأساء أن الله أراد لي الخير.. أرادني أن أكون قريبة منه، وان أوهب اهتمامي له، وفعلت ذلك، ليس لأني أريد، بل من فضله عليّ أن وجهني له لأرتاح حين ذكره، واشعر بالقوة والرضا من حكمه وعدله وأرضى بقدره ليمن علي بالأفضل دوما..
درس رغم قسوته.. إلا انه أشعرني بأني أولد من جديد..
لتوي أدركت بعض الأشياء التي كنت أيقن منها فيما مضى .. لتوي أدركت حلاوة بعض العبادات.. التي كنت أمارسها بدون لذة..
لتوي أدركت كم أن الخالق قريب للعبد في ضعفه.. فقط ينتبه هو لذاته.. سيعرف ذلك حقا..
تعلمت من هذه الدروس إن من معه الله .. لن تضره خلق الله أبدا..فما يصيبنا هو أمر أرده الله لنا.. سواء كان بيدنا أو بيد غيرنا.. فقط علينا القبول .. والدعاء.. والصبر.. والقرب إليه سبحانه ..
تعليقات
إرسال تعليق