أعترف لــــكـ أيها الرفيق (3)
أعترف لك .. يا رفيقي القمر الساهر..
بأني أعيش أبغض أيام حياتي..
أكثرها سوادا..
وأكثرها ألما..
اعترف لك:
بأني أندم في اليوم آلاف المرات..
وأستغفر ملايين المرات..
وأُسبّح آلاف المرات ..
ولا تسمو نفسي مثل قبل..
كالراهبات..
اعترف لك:
بأني عشت دوامة لم تنتهي ولا أحسبها تنتهي..
وإني متألمة وأبكي طيلة الوقت..
وأحسب نفسي والحزن من المخلدات..
اعترف لك:
بأنها ليست شظايا التي في داخلي..
ولا دخان من فتور نار حارقة..
ولا بركان متفجر ..
بل هي جهنم..عينها..
تلتهب في قعر النفس بحرق المنبجسات..
أعترف لك:
لأول مرة .. أرغب بالموت ..
فأنادي ربي .. أن يأخذ أمانته فلم يعد بي صبر ..
ولم أعد أحتمل الحياة..
أعترف لك:
لم أعد أهاب الموت.. ولكن أخاف من المجهول..
وهيهات ..هيهات.. لا يمر بي السلام ..
فالحرب تلحق بي ..
ولكن هذه الحرب ..كانت الاقسى
ولي هناك ثأر وكّلتُ به الرحمن لينتقم لي..
"فأني مغلوب فأنتصر" ..
يا إله السماوات..
أعترف لك:
بأني لأول مرة أعجز حتى عن الدعاء..
ومن البكاء..
وحتى أن أتنفس فأنام متأمله ان تغادر روحي جسدي..
وفي العين قذى وفي القلب حسرات..
أعترف لك:
رغم كم التسامح الذي اجسده في نفسي .. عجزت ان أسامح من أساء لي.. هذه المرة..
لأول مرة أعجز عن المسامحة.. التي درجت عليها..
ليس لأني ظُلِمت وحسب..
بل هناك إفتراءات..
وهناك تضحيات جسااام..
وهناك شرٌ لم أره في حياتي التي أتسمت بالشرور مِن مَن حولي..
لأول مرة أعيش مليودراما كالتي عشتها ها هنا..
لأول مرة تصيبني مثل هذه الحالة من التسليم ..
لأول مرة أعيش مثل هذه الخسارة..
وهذه الطعنات الغادرة..
وهذه الويلات ..
في كمياتها.. ونوعياتها
ففي حربي هذه خسرت الكثير والكثير..
فزادت نقمتي على ظالمي .. وعلى نفسي ..
ومُنيت باللعنات..
أعترف لك يا رفيقي..
بأني أعيش مشلولة .. بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى..
مشلولة تحاصرني الذكريات..
وأنتظر الرحمة من الله..
أعترف بأني.. لم أعد متصالحة مع نفسي..
وبأني أعيش تناقض الآهات..
وإني نادمة .. نادمة.. نادمة على كل ما فات
أعترف باني :
فقدت إحساس الطمئنينة ..
واشتقت لروتين حياتي الذي كنت أعاني منه ..
وكأني اعجز عن تدارك ما فات..
أعترف باني:
أنام بالدمعات وأصحوا على الدمعات
وأسأل الله ان ينتقم لي
وان يغير حالي الى أفضل..
او يرجع "نفسي" مطمئنه إليه..
فقد نفدت الزفرات..
ولم يبقى في الحياة .. ما يجعلني اتحمل كل تلك النقمات
لم اعد ارى الحياة جميلة
لم اعد ارى بها ما يجعلني ارغب في البقاء..
قد يكون حديثي تشائمي.. هذه حقيقة
فهو يعكس .. حالة اعايشها منذ بداية العام..
وها هو ينتصف ولا أزداد إلا بؤس..
فهل من علاج لحالتي يارفيقي !!
أم ستتركني كما فعل الآخرون ؟
لم يعد مهم .. فقد أعتدت ان أكون هنا لوحدي
ان أحزن لوحدي..
أعالج جرحي ونزفي لوحدي..
ابكي لوحدي..
أشكوى همي .. وحدي..
وغدا..
أموت لوحدي..
تعليقات
إرسال تعليق