اعترف لك .. أيها الرفيق -2


-اعترف لك بأني أعيش حالة السكون التي ليست هي بالهدوء ولا بالضوضاء، تلك الحالة التي اكرهها في كل صورها، فهي تتمثل لي حين تغلق الكهرباء فلا يبقى حسس وكأن هناك موت متربص .. اعترف بأنها إذا طالت ستكون ُمتعِبه .. ولكن لا اشعر بأنها السكون الذي يسبق العاصفة .. ليس عن هذا أتحدث.



-اعترف باني ألوذ بالرحاب الإلهي فأستطعم الطمأنينة التي تفتنني عن كل الدنيا ولكن هيهات فحين اطوي سجادتي يعود لي كل من وقف ينتظر الفراغ من صلاتي كل الهموم والملمات والمسؤوليات والمواعيد والنظام الروتيني، .. نعم اعترف باني اهرب لدنيا أخرى حين أكون في مصلاي .. فيطول هناك وقتي.



-اعترف باني انشد الكمال والمثالية التي ابحث عنها في كل مكان وحين لا أجدها احزم حقائبي للمغادرة احتجاجا فأعود لتفريغها من جديد فأين اذهب إليها؟ وهي ليست بدنيانا ..


-اعترف بان المضي في سنين الدنيا يفقدنا بعض الورع وقيم المبادئ التي صنعناها واكتسبناها وجبلنا عليها، واعترف باني أؤمن بالمثل القائل "لا تعطي ابنك سمكة ولكن علمه كيف يصطاد" خير وقاية لتربية الأبناء من شرور المتغير السلبي.


-اعترف باني .. "إنسانية" بضعف وقد يبدو لي هذا اكبر عيوبي ان لم يكن نقطة ضعفي لو يعرفها المتربص بي لنال مني، فأمر عادي ان تشكل قراراتي وفق موقف إنساني لا يمت للمنطق بصلة أو أثر موجة عاطفية أو انفعالية عاصفة، ولكن ماذا تكون النهاية، فليس فقط القانون لا يحمي المغفلين .. بل الندم لا يرحم الحمقى.

-اعترف باني لست ضعيفة أبدا بل إني لا اعترف بالضعف، واني شرسة حين تتم مقاومتي .. اعترف بقوتي ولكن دائما مبتلية بشيء من الضعف في داخلي شيء يجعل حتى ألد أعدائي يعترف لي باني لست بهذه القوة التي يظنون .. إنها "الطيبة" التي احمد ربي ان طهر قلبي بها ..


-اعترف باني كنت اكره هذا الضعف وهذه التي كنت اعتقد بانها "سذاجة" فلم أدرك منافعها إلا حين نضجت "أي إلى وقت قريب"، فكيف أسامح ببساطة من جرحني!!.. اعترف باني أحب ذاتي رغم إني لست مثالية .. ولي أخطائي الجسام .. ولكني متسامحة.
 

-اعترف باني اكره الندم .. لاني –بكل بساطة - متسرعة في مبادراتي وبعض تصرفاتي، رغم نضجي الذي ولدت به إلا إن نزعت الجنون التي تستعر في بعض الأوقات توقد بي لحظات تتكون، ومواقف لست مستعدة لها، فأندفع إليها اندفاع الفاقد للوعي ..وحين يعود ذلك الوعي لا أرى غير الندم نديم .. وأعترف كم أحب جنوني .. وكم أكرهك أيها الندم.


-اعترف لك يا رفيقي –وأنت سيد العارفين- باني رغم المرونة العالية التي اتصف بها وقدرتي على ان أكون مستمعة "ايجابية" إلا إني اكره الانتظار والتريث، وأتشبث بما أراه صحيح كأني طفلة تلتصق بلعبتها التي تملكها لأنها تعتقد بأنها لعبتها هي وليس من حق احد أخذها .. وانه رغم ذلك .. اعجز عن معرفة انجذاب الآخرين لي ، ولكن يبقى الإنصات الجيد والثقافة العامة والنصح السليم صفات يجب علينا جميعا التحلي بها.. فأنا اعمل بمبدأ "عامل الناس كما تحب ان يعاملوك".. وضد تصنيف الأشخاص فلا يفرق عندي دين ومذهب ولا جنسية أو هيكل وظيفي، ولا طبقية اجتماعية.. في المصاحبة.
 


-اعترف باني كائن متغير ولكن وفق شروطي فلا احد يملك ان يغيرني إلا بإرادتي، ولهذا أرى قوتي في هذا التنبه الخفي الذي لا يعرفه الا قلة عني، فبعض الأحيان اترك الأمور تسير وفق ما تشاء ولكن بمعيتي فيتوهم البعض بأني مستسلمة، إلا أنها تسير كما أريد .. هل هذا دهاء.. اعترف باني أحيانا أميل إلى ان أصنف نفسي "بالمكر" ولكن لرحمة ربي لا أجرأ على ظلم احد دون وجه حق.. إلا أن عقابي "شديد".. اعترف بذالك فالقسوة تتداخلني بالذات وأنا أعط الفرصة تلو الفرصة عل ينجو من العقاب مستحقها.
-اعترف باني بعض الأحيان اشعر بأنياب الشر تبرز مني وكأني اعهد بمراقبة فريستي التي انتظر بفارغ الصبر، ولكن هيهات أن أكمل درب لم امشي به قط، اعترف باني فشلت ان أكون شريرة مرارا وتكرارا ليس لاني لا أريد ولكن لطبيعتي، فهل تستطيع الفرس أن تلتهم كلباً.. وان آذاها متعمدا ؟ .. إنها سنة الكون .. ولا املك إلا ان احمد ربي على ما حباني به .. ففرس أفضل من حمار !!


- اعترف باني اكره التغيير والتقليد،الروتين والتقاليع الجديدة، هل فهمت شيء؟ ولا أنا..! ولكن سأوجز ..
غموض التناقض الذي يكتنف شخصي تجعلني تقليدية بحته هاوية للتغيير، اجتماعية تحب العزلة والانطواء، تعشق من الأعماق الى حد التعلق، وتكره الاهتمام المفرط، المقيّد، يأسرها صنع الجميل ولا تبالي حين تَجرح، ولكن..تسوّد الدنيا بوجهها حين تُجرح، بل تبكي لأمور تافهة ويمكنها المجابهة بنصر ساحق .
اعشق تلك الفئات الضعيفة كالأطفال والطاعنين في السن وتأخذني الرأفة الكبيرة بهم، ولكن ليس لدي الصبر لمجارات مزاجهم لمدة قد تطول، "أطأطأ" رأسي لمن أحب، وأصعّر وجهي لمن اكره، منتهى الرحمة وشيء من القسوة إذ يمكن الإسراف في الرحمة ولكن لا إفراط في القسوة لسبب وجيه هو أني احمل ضمير يتولد منه ندم "مقيت".


-اعترف باني رغم كوني أنثى إلا أن أمنياتي أن أكون ذكرا لأسباب لم تهفُ لها نفسي ولكن طوقت بها .. فقد تربيت في عائلة تمجد الرجال وليس للنساء غير "الزواج" يرونها منتمي زائل للعائلة –تماما كالمتغير في معادلات الجبر بالحساب- ورغم ما تقدمه المرأة لأهلها من خدمات مجانية وصلة رحم، إلا ان الرجل يبقى سيد الكون هناك في عائلتي "الكبيرة".. ليس هذا وحسب أيضا نطاق المسؤوليات ووضعية الرجل في مجتمعنا واستقلاليته وقوامته كلها أمور تجعلني اردد "لماذا لم اخُلق رجل"؟ ولكني أعود لكينونتي فهمومي الصغيرة تشعرني بأهمية حياتي، تسحرني التوافه من الأمور وأتذوق النكهات البسيطة واستطعمها وهي الحاسة التي يفتقدها الرجل، حتى أقول باني لو كنت رجل سيتمكن مني هذا المزاج الصارخ وهذا التململ البغيض فانا اضجر بسرعة ومزاجية بحد كبير، لذا فاني لو كنت رجل أما سأطبق مبدأ التعددية في الزواج أو أبقى عازب .. ولا منطق في ذلك اعرف فهذه هي حياتي..أكون أو لا أكون لا مناطق رمادية فيها .. فبقائي أنثى أفضل من الظلم.



 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على نفسك _ 6

هوى البحر.. كالبحر