ماذا علمتني الحياة !!
• علمتني الحياة، ان رشفة القهوة الأولى تبقى هي الألذ دوما، لذا فإننا نتابع رشفاتنا من كوب القهوة تباعا لنحظى بتلك اللذة حتى ينتابنا حس بأنها تغيرت تماما ..إما ان تكون بردت أو تغير طعمها بعد ان نصل إلى قاعها حيث تترسب..فلا تكون هي .
• علمتني الحياة، بأنها كالرياح .. إقبالها لا يرحم، وإدبارها لا ينعم به.. تأتي مسرعة وتذهب بالافول والانتظار مجددا، ولا يمكن في الحالتين ان تحظى بها.
• علمتني الحياة، ان ما يكسر لا يمكن إصلاحه أبدا، فمقولة إمكانية الإصلاح كانت حقيقية في الماضي ولكن اليوم في عصر "الرخص" و"السرعة" فان ما يكسر يمكن ان يعوض عنه بكل سهولة ان كان متاحا زهيد الثمن، وان كان غاليا "وهو أمر نادر اليوم" بسبب وجود النسخة "الصينية" فان إعادة إصلاحه ستذهب بقيمته وجماليته ولن يعود كما كان بعد "إصلاحه" أو "ترقيعه"، والقيمة ان كل شيء قابل للكسر بما فيها المشاعر لا يمكن إصلاحه في هذا الزمان.
***
• علمتني الحياة، ان من يذهب لا يعود إطلاقا، وان عاد بجسده، فنحن وكل من حولنا حتى الجماد عبارة عن متغير متحرك لا يقف على حال، فلا الزمان يمكن ان يتقدم لحظة أو يتأخر يوما، ولا المكان يمكن ان يصمد دهرا، ولا الإنسان يمكن ان يبقى كما هو مع السنين، لذا فلكل من ينتظر عودة من كان معه يوما أقول له لا تضيع وقتك فمن سيعود لو قدر له العودة لن يكون من انتظرته كل ذلك الوقت.
• علمتني الحياة، بان الجديد أين ما كان في ظل تحجر العقل الباطن لا يمكن ان يكون له رونق ولا يحظى بفرحته الخاصة، وان النجاح في ظل عدم الرضا لا يمكن ان يسعد صاحبه اللاهث عنه.
• علمتني الحياة، ان الزهد فيها ليس بالامتناع عن إقبالها، وان منتهى السعادة تكون في الحصول على الشيء دون مقدمات له، فسعادة الطالب المجد بالنجاح تختلف عن الطالب الذي يدرس لينجح، كلاهما يستطعم النجاح هذا صحيح ولكن تفرق بينهم حاسة التذوق إذ تقل مع الأول الذي لم يذق طعما آخر غير النجاح، بينما الثاني كان طعم النجاح بالنسبة له أكثر لذة لأنه جاء بعد طول انتظار تخللته ظنون ان لا يحصل عليه ..
***
• علمتني الحياة، ان أعقاب الأعمال تكون كالأثر بعد عين، تجهد صاحبها ولكن حين تكتمل ويمضي عليها الوقت تذهب روحها وتبقى كالتماثيل في المعابد تشهد على انه من قام بها، فهناك من يقدرها كجهد فيعتز بها ويحرص على تجميعها حتى يصحو بعد وقت وهو يسأل ماذا بعد ذلك؟ فيرى أعماله كتماثيل باقية للذكرى تشهد على انه فعل وفعل "فقط".. وهناك من لا يهمه فيرميها كأنها لم تكن.. فيزهد بها وقد يزهد بنفسه أيضا.. فلا تكون هي ولا هو يكون..
• علمتني الحياة، ان المراحل العمرية جديرة بالتذكر.. فهي كمصنع لإنتاج سلعة تتغير مكوناتها حتى تكون أكثر جودة مع التقادم والخبرة فيزداد الطلب عليها ليرتفع سعرها واسمها .. أو تكون اقل جودة وأكثر انتشار واستهلاك.. لرخصها بسبب توافر الآلات المتطورة لصنعها.. لذا وجب التنبه إلى التعلم منها ما ينفع ولا يضر حتى نبقي لنا ذكر جميل.. فالمبدأ هو وحده من يبقي الإنسان على حاله مع مرور الوقت.
• علمتني الحياة، ان الكتابة وحدها بآلياتها القديمة (الورقة والقلم) تبقى اصدق علاقة حقيقية في حياتنا، فلا يمكن ان نكتب ما يريده الآخرون، ولا ان نعبر بمشاعر المقربين، ولا يمكن ان نعتدي على أحاسيسهم ونسرقها لنكتبها.. كما تعلمت من الحياة ان الكتاب لايزال إلى يومنا هذا مع تعدد وسائل المطبوعات هو خير جليس ولكن ... قد يكون أيضا جليس ضار.
تعليقات
إرسال تعليق