اليوم مولدي

قد اكون محبة لنفسي من هذا المنطلق ولا ابرأ نفسي الامارة، فانا احبها ولم يكن هذا الحب لها الا تقديريا وليس"تغريريا" لذا فان حبي لها نابع من الرضا وليس الفتون. فانا متصالحة مع نفسي جدا ولله الحمد وان كان يفسد الدلال في كل العلاقات بعضا من السلوك وعليه قد اتجه بعض الشيء الى تدليل نفسي وقد افرط في هذا التدليل الا ان مبدأ "التطرف" لدي هو مشكلتي فمن الافراط في الدلال والقسوة معا الى التفريط في الاتزان والوسطية وقد يكون لب القضية في كل سلوكي، غير ان ميزاني الوحيد هو "العقلانية" الذي خلقت بها واشكر الله عليها كثيرا. ولنعد لجمالية هذا اليوم الذي يبدأ مع دقة الساعة 12 ليتبدل التاريخ الى 8-7 رقما لطالما احببته فطبعي ان احب كل ما ينتمي لي وانتمي اليه. اليوم اقف لانظر هنية الى الوراء واحاسب نفسي عن "فجورها وتقواها" فتعم الاحتفالية بتذكر هذا التاريخ طيلة السنين التي مضت بلا عودة. جفول السنوات التي وهت واشاحت عني مودعة دون امل لعودتها الامر الذي يجعلني اغازلها دوما بطيف لفيف من الذكريات يلتهم مشاعري ويلهب العاطفة في قلبي ، كيف لا وهي تحوي جميع مدخراتي في الحياة، شعور لا يضاهيه الا شعور الذكريات الموجع. لذلك فانا من يعشق التاريخ ويأثر الماضي وُيجرح من الافول. الا ليت الشباب يعود يوما، اجل جملة لطالما تغنيت بها مشاكسة ولكني اتغنى بها اليوم متألمة فكلمة الشباب لا تتوقف على مرحلة عمرية انما تعكس فاجعة الانتهاء المرحلي للعمر البشري. لذلك وكما تقول صديقتي "لن اقول لك كل عام وانتي بخير بل اقول لك انا لله وانا اليه راجعون فكلنا لها". تقول امي باني ولدت في صباح شعبان في فصل الصيف، لا اعرف ان كانت ولادتي بالنسبة لها تعكس معناً لاسمي "هناء" ولكنها بالنسبة لي تقاس على المزيد من المسؤولية والايثار للعائلة والاهل والاصدقاء اولا. يصادف مولدي وقوعي في برج السرطان ذلك البرج الممزوج بدرجات متفاوته من المزاجية والحساسية والعاطفة "السائحة" والطيبة "الغبية" وبين درجة الوفاء "المقدس" وقياس درجاتها عند الغير واستشعار تلك الصفات على الغير والمسامحة "الجريحة" والتعاون والشهامة والايثار . اما صفاتي الفردية فهي تحوي التحسب والشك البغيضين، والتصديق المفرط بالاحسان لمن ارتاح لهم بوصفهم "طيبون" فيستثنون من اختبار الكذب لانهم صادقون الى ان يثبت العكس لاصاب بعدها بخذلان الصديق واستغلال من صدقته، ولكن ليس الجميع بل انهم "نفرا قليل" ولله الحمد. عطوفة الى درجة الشفقة ولكني عنيدة الى درجة التصلب اتمثل في وصف السرطان من كوني غير مؤذية الا من آذاني حينها فقط يمكن ان يرى فكي القابضين فلا يعرف انها تنتمي الي،وصف آخر لسرطان البحر اتمثل به هي الوذ بالوحدة حين اصاب بالحزن او الفرح معا. شخصية قوية "جامحة" شرسة ،مندفعة متحررة في بعض المفاهيم ومحافظة في مفاهيم اخرى ومتزمته في اخرى، نقيض غريب يمزج في نفسي الوان الطيف "البيضاء"فكري مثل فري واقبالي كادباري "كجلمود صخر حطه السيل من علِ" وكأن امرأ القيس يصفني لا يصف فرسه. روحانية لدرجة السمو وهذا ما يجعلني متصالحة مع نفسي ،بل ابعد من ذلك لدي قرني استشعار تسمى "الحدس والحاسة السادسة"فالصفاء الروحاني جعلني في حالة من التماثل مع المحيط بي، ولكن لا يمنع هذه الروحانية من نفثات الشر التي تطلق عليها من كل حدب وصوب من المغرضين لتجعلها مثقلة ومتعبة. صبورة، كلمة كانت ترددها امي مذ كنت طفلة حينها كنت اصاب بالمرض فأصمت ولا تكاد تسمع صوتي بخلاف باقي الاطفال ولم اكن اطالبها بما ليس في طاقتها وهذا الشعور كان لدي منذ طفولتي فلا ارهقها بالنفقات فكنت اعتمد على نفسي، واذكر حين كسرت يدي كانت امي تبعث بي مع جدتي "امي العودة" رحمها الله الى "المراخة" -بحسب اللهجة البحرانية وهي امرأة تقوم بعملية تدليك لاي كسر او التواء، ليعود الى سابق عهده وكنت اتلوى من الوجع حينها ولكن دون ان اقول الآه الامر الذي اثار تلك المرأة الكبيرة –لازلت اتذكر ملامح وجهها القاسية_ حينها قالت لامي بحسبها "ابنتك صبورة لا تصرخ مثل باقي الاطفال" اذكر حينها كان عمري خمس سنوات اذكرها جيدا "يا سبحان الله" وكأنها امس. ولم يتوقف الصبر على ذلك ابدا، بل ان الله اراد اختبار صبري كثيرا لذلك فقد كثرت الابتلاءات من حولي غير ان عاطفتي الكبيرة وحبي لاهلي يجعلني آثر نفسي على بلاءهم هم فقد اقوى على ان يصيبني ما لا اقوى على ان يصيبهم بل واخشاه.وهنا يكمن التحمل فقد اتحمل عبأ نفسي ولكن لا طاقة لي على تحمل وجع غيري لازلت اذكر فراق جدي "ابوي العود" وجدتي"امي العودة" كان موجعا ولايزال، فالفراق يعزي داخلي شيء من الحنين والاشتياق لهما فقد كانا بمثابة ابوي ودعائي بعد صلاتي لهما دائما "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" تفقدهما الله بواسع رحمته اللهم آمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على نفسك _ 6

هوى البحر.. كالبحر