هناء مكي

تنتابنا بعض الصرخات المكتومة بدواخلنا.. نجزع منها وننصعق بأنها تهديد ربما يفلتنا عقلنا.. أحياناً لا تطيق أرواحنا حالنا.. فتمسك بقهر حتى تعجز عن الصبر.. تحاول أن تفلت منا .. وتتعبنا إذ أننا نتوجس فقد السيطرة عليها.. فيرهقنا التفكير.. ويتعب القلب.. ويبلو الجسد.. وحين ننهار.. نفيق على إننا شخنا.. ولم نعد نملك تلك السيطرة التي ضعفت مع الوقت.. أرواحنا .. تلك الأمانة التي يجب أن نغذيها.. نعتني بها.. نرافقها بالـــــ هوينا.. لا أن نبتليها بالمعاصي.. بالآثام.. بالأحقاد.. حتى لا تؤذينا.. 

إلــــــــــــــ هــ ي .. لا أملك صَبرُ الانبياء.. ولـسنا بزمن .. المُعجزآت.. وقد ملّ صبري مني.. فجد عليّ بعطفك وكرمك.. إني أغرق في حزني..  يــــــــــــآرب. فـــــــــ أذقني راحةَ .. وفرج.. قريب.. 

 أتدرك ؟..  ذلك المعنى للخذلان.. حين تضيق عليك كل هالات "الحيطان".. وتنزوي في بئر قراره التوهان.. حين تتسمر تحت أفق النسيان.. أو تصحو على صرخة النكران.. وتردد .. لم يجازْ الاحسان بالخذلان.. بل بالأذية والبهتان؟   أتدرك ؟.. حين يأتي إليك القدر بأحد الصفعات الثقال.. بأن يقوض اصابعك حين تمدها للسماء للأبتهال.. فتتحسس موضع الانكسار.. أتدرك ؟.. ماذا يصيبك.. حين تعود وحيد.. تعود كالوطن المهجور ,, كالارض البور ،، كالسراب في تلك البرور،، تائها حزين.. بخاطر مكسور..   أتدرك ؟..  مفهوماً بأنك .. كنت كآلة صماء،، تنشر افعالها على الناس القريبة بقصد الالهاء.. بقصد العبث ربما وربما الاغواء.. وانت ترمي من وراء فعل الخير.. كل الخير.. لمن تحب.. لمن تعشق.. لمن تهوى .. لمن تراهم نجوم يضيئون لك في الليلة الظلماء..   أتدرك ؟.. حين يمس الوجع قلبك الصغير،، من فعل ،، من كلمة ،، من تقتير ،، من ..أف تقال لك حين تشتعل السعير.. فتصار الى ..قف.. هنالك.. حدودنا..انتهت .. بما كا

بعض الآهات الصارخة من صدر مهموم.. تنفث طاقة جاثمة على قلب شاخه زمانه.. وأغرقه في بحر الاحزان.. ويعلوا بقامته ليتنفس متأوه بصرخات يطلقها من صدره.. آهات ..أشبه بزفرات تذوب منها الاوجاع لحرارتها.. إنها لا ريب دخان الجمرات المشتعلة التي تحرق احشاء الصدر.. وقودها قلب يغلي .. حتى غرق في شظايا بركان خامد.. لا يستطيع الا الزفر والزفر.. لطالما .. كان التحذير بان "السيجار" خطر على صحة المدخنين لا سيما اولئك المدمنين.. لا الومهم.. فدخان السيجار.. ولا..  مدخنة جمر الصدر الموغلة في الحرقة.. بعض الاحيان أفكر بسلبية.. فتفتح لي عمل الشيطان.. لو .. كنت أستطيع ان اشعل سيجارة القدر.. لتنسيني سيجارة القلب المشتعلة.. وتخفف علي حرارة الصدر اللاهبة.. ولكن .. سيجارة القدر اكثر خطورة من صدري المحروق..

تتناثر حولنا بعض القيم التي نشيح عنها وجوهنا.. بعضها تعود لنا بتعفف .. وبعضها تكابر بإجلال عنا.. حين نحتاجها بقوة.. قيم عفا عليها السلوك.. ولم يعد لنا وقت ولا طاقة لرأب ذلك الاثر المكسور بها.. ولم نعد نتعامل الا وفق مزاج حاد.. افقدنا اخلاقيات انسانية أصبحنا نتباكا عليها.. بات خروجنا الى الشارع اكبر همومنا اذ اننا سوف نلاقي من يصرخ علينا.. يشتمنا,, ينعتنا بنعوت نترفع عنها.. فقط لاننا لفتنا انتباهه انه يسير بشكل خاطئ، او يسلك المسار الخاطئ.. بتنا نحسب حساب لابتسامة تخرج من زاوية شفاهنا حتى لا تلاقيها تكشيرة.. او نظرة استغراب.. او تعالي.. او ما يكدر تلك المبادرة الحسنة ويجعلنا نندم ابشع الندم.. بتنا نخاف ان نكون صادقين مع الغير حتى لا نصدم بأنهم سيئون.. ونخاف من بوح غائر بالصدر مع الاقرباء او حتى الاصدقاء حتى لا يكون علينا كما الغل الذي يقيدنا ويجعلنا اسارى الكلمة الغاضبة لفئة سيئة تصطاد في مواقف الضعف.. بتنا نخاف من الغد الذي قد يأتينا بالمجهول من الاخبار والناس، فلا نستطيع ان نتعامل معهم بصدق. بتنا نخاف ان نطور علاقاتنا الانسانية حتى لا يظهر بينها من يعادي ال